سنوات ويشدوني الحنين لزيارة هذه الديار وقد آن أوانها الآن والحمد لله، كانت من أحلى الزيارات وأجملها، إبتداءً من الدار البيضاء ثم فاس حيث تطيب بها الأنفاس ثم إلى شفشاون المدينة التي بها يصفو الأمر من كل داء ثم إلى مراكش آنسة المدن، رأيتُ فيها ما يجلو الصبر والقلب من كل تعب وكدر، حياتهم أنيسة وشعبهم ذو بسمة وروح مرحة سعيدة، هي بلدة يكسوها التاريخ من أولها لآخرها، والطبيعة فيها من أولها لآخرها ذات مذاق خاص، شربنا عندهم الأتاي في أريافهم وأقاليمهم وكان أجمل ما شربت، عندهم اللحم المشوي في كل مكان ومن أطيب اللحوم، والطواجن هي سيدة الموائد باختلاف أصنافها وأنواعها، كعادتي في السفر بحثت عن المكتبات وخرجت من عندهم بكنوزٍ ثمينة وتصانيف أصيلة، هي بلدة إن أردت بها غذاء عقل فقد أحسنت اختيارها، وإن أردت بها غذاء بطن فهي أحسن الاختيار، وإن أردت بها ما يروي الروح من كل ظمأ ففيها ما تشتهي الأرواح مما لاح وفاح، فالحمد لله على فضله ونعمه والعودُ إليها بأمر الله والشيخ دائم لا ينقطع