مدونة أبو فراس عبد العظيم بن عبدالله هوساوي

الثُمُر الدواني في رثاء محمد ساني

الأستاذ الوقور محمد ساني عبدالكريم، كان بفطرته أديباً وعلى سجيته جليلاً بأخلاقه رؤوف بحاله وأحواله، منذ التقت عيني برؤية محياه واكتسبتُ مجالسته ومحادثته كان أنبل مما أتوقع وأكرم مما رأيت، يغلب على حاله البساطة والوقار في كل زمان ومكان، ابتسامته لا تفارقه حتى في أحلك ظروفه وأصعب أيامه، طاف الأرض شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وازداد برحلاته ثقافةً نادرة ومعلومات غامرة، مجالسته أشبه بديوان أدبي لا تُمَلّ حروفه ولا تُنسى كلماته، لم يُؤذي أحداً ولا شكى منه أحد، محبوب الكل صغيراً وكبيراً شاباً وشيبة، نصائحه دوماً فريدة سديدة مفيدة، لظرف قاهر لم يستطع حضور حفل زفافي ولكن بعدها كانت بيننا مكالمة ثريّة بفرائدها وفوائدها، غادر دنيانا اليوم وخبر وفاته علينا كأحلام العصر المفجعة، حتى الآن أكتب كلماتي هذه وأنا مابين مصدّق ومكذّب، يُلقّب نفسه بالتلميذ المجتهد ولا يرى لنفسه فضل على أحد، ولكن له مع كل أحدٍ فضيلة ومعروف وإحسان، ومن أعظم محاسنه الكلمة الطيبة التي يُلقيها على مرأى ومسمع، صفحته على العالم الازرق كالبستان المعرفي اللذيذ، من قرأ حرفه أحبه ولو لم يلقاه جسداً، أبا عمّار رحلت عنا بجسدك وستبقى روحك حاضرة في كل مشهد إحساني وملتقى عرفاني وفي كل محفل سنرى تفاعل قلبك فيه، ألف رحمة ونور عليك تترى إلى حيث الرضا الدائم والنعيم الكامل.

 

دُونت هذه الحروف بقلب حزين مساء يوم الخميس 2022/08/11 م