في مشهدٍ درامي كان مدير شركة يقوم إجراء مقابلة شخصية لثلاث وظائف شاغرة في تخصص المالية والمحاسبة، وتقدّم لتلك الوظائف عدد كبير وتمت تصفيتهم على عدد قليل بعد دراسة سيرهم الذاتية وخبراتهم العملية، عند إجراء المقابلة يُسأل الشخص المتقدم بمعرفة لعبة الشطرنج، فإذا أجاب المتقدّم بنعم عرض عليه المدير طاولة الشطرنج ليتبارا معاّ جولة خفيفة بالشطرنج، وهذه هي المقابلة فقط دون أسألة ولا شيء آخر، ومدى آداء المتقدم في الشطرنج هو ما يحدد القبول من عدمه في هذه الوظيفة، ربما يبدو المشهد غريباً على الكثير، ولكن ثَمّة هدف يقصده المدير في المتقدمين لتلك الوظائف ليرى مدى ذكائهم في تخصصهم، وهو أن الشطرنج لعبة شديدة الذكاء تساعد صاحبها على التفكير كثيراً قبل إتخاذ أي خطوة للإنتقال إلى الخطوة الأخرى دون خسارة أو ضرر، حتى وإن تحتمت عليه الظروف بخسارة أحد أركان اللعبة ليبقى الكيان الشطرنجي بلا انهيار ولا اضمحلال، تفاصيل هذه اللعبة العجيبة تنعكس على حياة لاعبيها دون أن يشعروا بذلك، ومن أجل ذلك كانت هذه اللعبة قديماً في العصور الوسطى مقصورة على المراتب العسكرية العليا ليتبارى فرد من كتيبة مع فرد من كتيبة أخرى لمعرفة طريقة الطرف الآخر في التفكير واتخاذ الحلول اذا حَميَ الوطيس.
دمتم بخير.