مدونة أبو فراس عبد العظيم بن عبدالله هوساوي

سلوكيات الصداقة 

الصداقة والعداوة عالمٌ فسيح فيه من العجائب والغرائب ما يندى له الجبين، وكثيراً ما أتعجّب من عداوة شخص لآخر بمجرد ما سمع عنه من سوء وبليّة وشر أخلاق، هذا الكاره لم يتعامل مع المكروه ولم يُجالسه ولم يعاشره ولم تجمعه مع المكروه أي صلة صداقة أو مجالس، وهذا يُنبئ لمؤشر خطير جداً وهو سهولة حرق الشخصيات إن اختلفنا معها فنسعى جاهدين لكسر شوكتهم في عقول الآخرين المتعلقين بهم والملازمين لهم، وكذا يُنبئ هذا التصرّف بسهولة تغيير أفكار الناس عن الغير، فمتى كانت لنا سلطة أو ميانة على الغير استطعنا أن نغرز في عقولهم يكرهون مَن نكره ويُحبون مَن نُحب، وهذا المتتبع لمثل هذا التكريه هو عديم الشخصية لا يُؤنس به ولا يُؤتمن، أعتقد أنه من القوة الشخصية أن نمسك ألسنتنا عن تشويه سمعة مَن نكره لما يحصل بيننا من خلاف واختلاف، فلربما أكره شخصاً لعلة مصدرها مني وأنا جاهل لها.