قبل أيام احتفى برنامج ثمانية بالأستاذ ياسر الخزيمي وحلقته عن العلاقات التي تجاوزت مشاهداتها بما يفوق المائة مليون مشاهدة، وهو عرّاب في مجاله وأستاذ ميدانه وشعلة نبراس بكلامه وبيانه، تباينت الآراء حول هذه الحلقة كثيراً ما بين مؤيد ومعارض، فهذا من الطبيعة البشرية لا اتفاق كليّ على شيء لا من قبل ومن لا من بعد وإلى قيام الساعة، استمعتُ للحلقة مرتين وهالني ما سمعته فيها وشدّني كثير من تفاصيلها، وأجدُ أنها حلقة لامست كثيراً من التفاصيل التي نجهلها عن العلاقات الشخصية والتعامل معها بين إفراط وتفريط، هذه الحلقة جعلتني أتبحّر في الدواوين والكتب المتحدثة عن الصداقة والعلاقة والتفريق بينهما والتعامل مع كل حالة بما يناسبها، ضخامة رقمية المشاهدات يعطي انطباعاً عن احتياج الكثير للتبصرة عن علاقاتها وكيف تعيش معها بسلام وطمأنينة، من واقعٍ حولي تترائ أمامي المواقف من أشخاص يعانون في علاقاتهم تجاهلاً وإذلالاً واستعبادا، العلاقات والصداقات أعمق مما يتصوّر الإنسان ﻷنها محيط لا نهاية له وقاع بحورها به جواهرُ ونفايات، تذكرتُ كتاب الصداقة والصديق ﻷبي حيان التوحيدي رحمه الله وهو كتاب جوهرٌ في بابه فريدٌ في أسلوبه وتعليلاته، يكفي أن كاتبه شخصٌ ذو دراية بالإنسان وتفاصيله، في كتابه الصداقة والصديق ذكر فرائد وفوائد وقصص يُستأنس ويُسترشَد بها في ديمومة العلاقات والصداقة، علاقاتنا تحتاج لإعادة هيكلة وتعديل مواقع العلاقات وترتيبها بما يتوافق مع الوقت والشخص، فالبعض من العلاقات ينبغي إعادتها لترتيبها السليم، فأجدُ أن العلاقات يُستحسن التعامل معها كرقعة الشطرنج، فتغيير مواقع الأشخاص ضروري بحسب الحال وبعضها يُقلع من أول خطوة وبعضها دائمة بدوام أسرارها ودمتم بخير.