بشائر الإيمان بالفرح لخاتم القرآن

ختمت حفظ القرآن الكريم وأنا في الرابع عشرة من العمر على أستاذي الفاضل محمد حسن برناوي وفرح بي والدي كثيراً وحضر معي مجلس الختم وأحضر معه ثلاثة من أصدقائه حاملين معهم لذيذ ما يُشرَب وشهّي ما يُؤكل، منوعات من أكل وشرب تفرح بها البطون وتسعد بها النفوس، خرجنا من مجلس الختم وكأني في ليلة عُرس لا وصف لها من شدة جمالها، وفي اليوم الثاني جمع والدي رحمه الله معارفه وأصدقائه وأهل الحي وعمل للجميع مأدبة عشاء لا تُنسى، وبعد تناول العشاء أخرج والدي من جيبه ريالات ورقية كثيرة تُوزّع للجميع بنية البركة والتوفيق والكل يأخذ منها الصغير والكبير حتى كبير السن، نصيب الكبار ثلاث ريالات والصغار ريالين، ويعم الفرح والسرور على كل الحاضرين ومن سمع بهذه المأدبة المباركة، هكذا كان فرح والدي بمن يختم القرآن من أولاده، وحتى والدتي تغمرها سعادة عظمى إذا بُشّرت بأحدٍ يختم القرآن حفظاً، أذكر بعد أول ختمة لي بالقراءات السبع على شيخي الدكتور محمد نديم فاضل دخلت على والدتي حاملاً بين يديّ إجازة القراءات السبع من طريق الشاطبية ففرحت حتى دمعت عيناها وأخرجت من ثنايا جيوبها خمسمائة ريال هدية لي بهذه المناسبة، مشاعر ختم القرآن لا تُنسى، وحتى بعد ختمي القران بالقراءات العشر على سيدي وأستاذي وقرّة عيني ومهجة فؤادي الشيخ المقرئ عبد الرحيم الحافظ العلمي حفظه الله آنس بختمي عليه كثيراً وعمل مأدبة فاخرة وما زالت نفحات عبيرها آنس بها في كل وقتٍ وحين، ما دعاني لهذا التدوين ختم عليّ القُرآن الكريم صديق فاضل وقور قد بلغ أشدّه وكافح حتى نال المراد وفاز بالمبتغى في الدينا ودار المفاز، كان فرح والده به لم أتوقعه ولا لم يخطر على بال، ذبح له جملاً وبقراً وغنما، وكفل أيتاماً لهذه المناسبة الغرّاء، فرح الأب بختم ابنه لا يوازيه فرح على وجه الأرض، هنيئاً له ولكل خاتم وحافظ والحمد لله رب العالمين  

دُونت هذه الحروف فجر يوم الجمعة 2022/04/08 م