بعضُ أيامي أرتاد مقهى لمحاولة الاسترخاء الذهني ومازاولة بعض الانشطة الشخصية من كتابة وقراءة ومشاهدة شيء مضحك أملاً للتنشيط العقلي، المقهى الذي ارتاده خافت في التفاصيل خالٍ من الكآبة في بعض أحيانه، برودته أقرب من برودة الطقس الروسي في وسط الشتاء، ربما ﻷني احب البرودة فناسبني المكان ولكني أتأفف بعض مرات، رواد المقهى كلٌ في شغله وشؤونه، لا احد منهم يتكلّم إلا بصوت خافت كصوت العروس حين تُخطَب من فتى وسيم لا يرى إلا في مشاهدات الأفلام، يناسبنا جميعاً مشهد المقهى لكن ثمّة زائرٍ جديد على المقهى يُعِكّر صفو أمزجتنا جميعاً من حيث لا يشعر، وأجزم أنه يعرف مدى الانزعاج من أفعاله ولكن لا فائدة، يُمثّل بمزاولة مكالمة وصوته يجعر بطبقة عالية حتى في زحام المزادات لا يُفعل ذلك، جُلّ حديثه عن العقارات والأراضي ونصيبه من السمسرة في تلك الصفقة التي أكاد أجزم أنه سمع عنها ولم يشهد تفاصيلها، الحديث بالصوت العالي في الاماكن الهادئة أجده أمراً ذميماً لا يليق، للاماكن آدابها بما تعارف عليها اهلها وأصحابها.